منتديات ستار فاس
التسجيل يعطيك صلاحيات ليست موجودة للضيف العادي مثل اضافة مواضيع وردود.مشاهدة صور خاصة للشخصيات, رسائل خاصة, مراسلة الزملاء المسجلين, الاشتراك بالمجموعات الخاصة, وغيرها. لن يستغرق تسجليك سوى دقائق معدودة لذى ننصحك بالتسجيل.
منتديات ستار فاس
التسجيل يعطيك صلاحيات ليست موجودة للضيف العادي مثل اضافة مواضيع وردود.مشاهدة صور خاصة للشخصيات, رسائل خاصة, مراسلة الزملاء المسجلين, الاشتراك بالمجموعات الخاصة, وغيرها. لن يستغرق تسجليك سوى دقائق معدودة لذى ننصحك بالتسجيل.
منتديات ستار فاس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ستار فاس


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الـمـــرأة الــتــي تــخـــتــفــي ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rapmaroc
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
avatar


نقاط التميز : 12
المساهمات : 40
الجنس : ذكر
البلد : المغرب
تاريخ التسجيل : 13/03/2009 تقييم الأعضاء : 0

الـمـــرأة الــتــي تــخـــتــفــي ... Empty
مُساهمةموضوع: الـمـــرأة الــتــي تــخـــتــفــي ...   الـمـــرأة الــتــي تــخـــتــفــي ... I_icon_minitimeالسبت 14 مارس 2009 - 3:25


المرأة التي تختفي ...



لم يكن ذلك اليوم
مطابقا لأيام الأسبوع السيئة. لقد قررت أن أركب القطار و أنا أعرف أن هذا
الخط الناري الرابط بين بلدتي و العاصمة مجرد إدعاء كي أرحل عن ذاتي و
أسكن أخرى. أفضل إرتكاب الكثير من الحماقات كي أتخلص من عيون الحارة التي
لا تنام. أتذكر نصائح المرحومة التي ودعت أرض الحياة بدون سابق إعلام.كم
من مرة قالت لي : لا نجني من وراء الإنسان إلا الشر.


أمتطي صهوة السفر
لأنني لا أريد أن أعيش العزلة وأرى بأم عيني كيف أن «علال المهبول» الذي
لا يفرق بين الألف و الزرواطة يتحكم في رقاب دوار بأكمله. الكل يقبل يديه
المتسختين. أعرف العديد ممن يطأطأون رؤوسهم بل يعشقون لعق كتفه وهم يعرفون
أن رائحة جلبابه كريهة. علال يطلق الحمام لأسابيع و لشهور و لا يعري جسده
الموشوم برائحة المظلومين إلا عندما يرى لون قميصه وقد تغير لونه. لا أريد
أن أكون كعلال منبوذا. أطمع في حب الجميع لي بالرغم من أنني ألعن ثقبي
السوداء كل ثانية بل أتقيأ عندما أفكر في عورتي.


قطار اليوم خارج عن
المألوف السيء. عادة، يكون متسخ الجوانب و رائحته تخنق الذباب الذي يتساقط
كالرماد على حواشي نوافذه. لا حظت أنه لا يحمل معه المومسات اللواتي يملأن
العربات بالقهقهات الخاوية. فصخب القهقهات يعالج خبت الواقع المر. فرحت أن
العربة التي تقلني شبه فارغة. جلست بكبرياء ذلك الرجل الذي يبحث عن من
ينتبه إليه.كم سعدت لوجود تلك المرأة الموجودة في الركن الأيسربدا لي أنها
إشمأزت من طريقة جلوسي و أنانيتي المفرطة. لا تنظر إلي إلا عندما تتعب من
قراءة مجلتها أو عندما تحول إتجاه رأسها صوب النافدة القذرة. حاولت إختلاس
بعض النظرات المحتشمة. سحر هذه المرأة يتجسد في صمتها الذي يوحي بشيء
مجهول. حاولت التغلب على دهشتي التي زرعت في نفسي منذ اليوم الذي ضربني
فيه المعلم حثى تبولت في ثيابي. أجد صعوبة في تقديم نفسي للنساء الجميلات،
فعندما أخترق جدار الصمت و أجد الأمر سهلا، أعرف أنهن غير ساحرات. يذكرني
هذا الحال بنساء الحومة اللواتي كثيرا ما حذرنني من مكر النساء و مقالبهن.
مع ذلك لا أفرح إلا عندما ألتقي بإمرأة توقظني من سباتي العميق. تعيد
الثقة لشفتيَّ اللتين كثيرا ما عشقتهما زميلاتي في المدرسة عندما كنت طفلا
أجهل سر اللذة. الآن كبرت و إزداد همي و أصبحت كالعجوز. لا أحد ينتبه إلى
فمي الذي كان رأسمالي الذي أفتخر به. تلميذات الفصل كنَّ يطمعن في مرافقتي
من أجل الفوز بقبلة صباحية أو مسائية هادئة بالرغم من أنني لم أكن أملك
فرشاة لغسل فمي المتسوس. وفي بعض الأحيان، يغتنمن الفرصة عندما يؤدي
المعلم صلاته داخل الفصل فيختلسن من فمي لذة القبلات.ما زلت أحلم برؤية
إحداهن وقد لبست لون الإرتعاشة.


اليوم، وداخل هذا
القطار الملعون، إكتشفت مرة أخرى أن جسدي لم يعد فضاءا للإغراء. هذه
المرأة الموجودة قبالتي رفضت أن تعيد إلي البسمة المفقودة . وصلنا إلى
محطة البلدة. كان الصهد يهب بلهيبه و كأنه يخرج من فوهة بركان. ترددت
كثيرا قبل أن أرفع سهام وقاحتي.خاطبتها و أنا أتصبب عرقا : هذا الحر
الصيفي لا مثيل له ؟ ردت في صمت و بنظرة خائفة : نعم لكن صهد بني
البشرأفظع. أحسست بإنفجار يهزني من الداخل و كآبة تسري في عروقي كالنمل.
لم تترك لي فرصة إكتشاف المستهدف من هذه العبارة القاتلة. هل تنعتني بهذا
العنف أم تخاطب بني البشر ؟ دعيت الله لو مسخني حثى لا تنطبق علي هذه
الفضاعة. إفترضت أن كلامها رفض أولي لوجودي.عيون هذه المسكينة لا تقدم كل
المعاني.


تابعت كلامي و كأن قوة
جارفة تدفعني من بواطني نحو هذه المرأة. كل الأفكار تتزاحم في رأسي. أطلقت
العنان للساني مرة أخرى و سألتها: أتسكنين في هذه البلدة المريضة ؟ أعرف
أن هذه التحفة الجميلة لم تطأ قدماها هذه الأرض المصابة بالعقم لكن سؤالي
كان واحدا من مقالبي. كان ردها كنسيم يخترق مخارج أصابعي : سأبدل هذا
القطار بقطار آخر في إتجاه طنجة. و أخيرا وجدت الفرصة سانحة لترويض لساني.
خاطبتها بعبارات نزلت علي كالوحي : أعشق طنجة. هذه المدينة حمقاء و لا
يزورها إلا من يحبون الحياة.لغتي كانت مختارة بعناية و كأنني أجتاز
إمتحانا صعبا. ما أغرب هذا الإنفصام الذي يتربص بي كلما إلتقيت بإمرأةتشبه
بدرا يمشي على الأرض.


و بعد لحظات بدأت
الحكاية من حيث كانت البداية. هذه الحسناء هاربة من جحيم زوجها الطاعن في
السن . لا تحب رأسه الذي إشتعل شيبا لكنها قدمت له جسدها مقابل أوراق
الإقامة بأمريكا للتخلص من أبيها الفرعون و عائلتها المعطوبة.يا لها من
صفقة مخيبة لأحلام إمرأة. الآن هي حامل و تريد التخلص من مولود أصابه
اليتم قبل أن يرى نور الحياة. أن يلد المرء طمعا في الأوراق أو حبا في
تجديد النسل يعتبر ضربا من ضروب الجنون. فحثى القطط و الكلاب تجدد النسل.
عشقت عباراتي الوقحة و بدأت تقترب من كتفي الأيمن. لم أكن أعرف ماذا تريد
من حركتها التي سببت لي أوجاعا في بطني الأسفل. بدأنا حديثا آخر عن أساطير
الأولين و لم نكمله حثى أتى القطار التي عصف بحديثي الشيق وبألا عيبي التي
لا تنطلي على من يعرفني.إنتزعت منها موعدا من أجل الإنفراد بجلسة حميمية
بعروسة الشمال.


مرت العشية بسلام. لم
يغمض لي جفن حثى وجدت نفسي بمحطة القطار . تحركت ببطء. إنتظر تها. كم
تمنيت أن تنقض علي من الوراء وتفاجئني بلمسة طاهرة. كانت هناك، قبالة
الباب الرئيسي للمحطة. رجال بصاصون، يحملقون يمينا و شمالا. يدققون النظر
في مؤخرات النساء و خاصة منها تلك التي لا تحتاج إلى مجهر لرؤيتها. لم أكن
أصدق أنها تنتظرني في تلك الحلة الجديدة. أحمر الشفاه جذبني من حيث لا
أدري. نظارتها السوداء لم تكن سوى بهاء جديد تغطي حواجبها الضيقة. فتحت
فاها من دون أن تكمل الإبتسامة. بعد التحية و السلام إنتظرنا طاكسي الأجرة
تحت أشعة شمسية حارقة لم تشهدها المدينة منذ أكثر من أربعين سنة. أغضبتني
نظرات الإستغراب الآتية من عيون سائقي الطاكسيات. لغة الغيرة تنبعث من
أفواههم كالسهام الحادة.كانوا داخل سيارات -من نوع ميرسيديس- ترسل دخانها
الذي يصيب عصافير المنطقة بالحمى. تساءلت بمرارة كيف أن الألمان صنعوا هذه
السيارات دون أن يفكروا في أنها ستستعمل لحمل أجساد ضخمة بعقول صغيرة لا
تتقن سوى لعبة التحرش. قطعنا الطريق ونحن نتوسط هياكل ثقيلة أسالت دموع
صديقتي من كثرة الروائح التي تمتزج فيها كل أنواع التسلط و الإحتقار. بدأت
في الكلام بالرغم من ضغط الأجساد الآدمية. ولجت كل المعابر التي توصل إلى
إرتعاشة يحلم بها الكثيرون. نزلنا للبحث عن ملجأ يأوينا نحن الإثنين.
إنتقلت إلى أكثر من فندق. كلها محجوزة للذباب و الصراصير وبائعي الهوى.
رفضوا إستقبالنا. أصبحت مشبوها مع هذه الوردة المثقلة بجنين نجهل مصيره.
وبعد ساعات طوال،عثرنا عن بانسيون يوجد في ركن معزول يختاره السكارى
لتفريغ متاناتهم، قرب مكان كبير حوله أهل الحي إلى فضاء لرمي الأزبال.
رائحة الموت تنبعث من أبواب هذا البانسيون المتهالكة.إقتربت من ملهمتي.
مسكت يدها اليسرى. لم أحس إلا بنسيم يمر فوق أصابعي. سألتها بجرأة قلما
أتصف بها : لماذا تضعين هذا الخاتم و قد طلقت هذا الوحش الذي يسمى زوجك
وهجرت مكان الموت. خلعت خاتمها الذي كان يضيء يدها بدون أن تنطق بكلمة
واحدة. إزداد غروري مرة أخرى، وها أنا أتحول إلى عاشق و لم لا زوج بديل
بإمتياز.


إتجهنا صوب فضاء آخر
بالمدينة.مطاعم بدت لي وكأنها كئيبة. تذكرني بعام الجوع و الجفاف الذي
يخنق بلدتي كل سنة. وقفت هذا اللعبة التي تعذب ذاكرتي. قررت أن أعيش لحظات
الإنتشاء بعد أن أمسك بيداي أول إمرأة قبلت جبيني وكأنني شيخ القبيلة الذي
لا يقهر. أردت ان أكون مرتاح البال دون أن أنتبه إلى أي معركة نفسية قد
تمزق مغامرتي. تهوري الأعمى يبعدني عن حسابات عديدة لأن الفوز بلحظة
زئبقية عابرة سيطيل عمري و يمدد جسدي النحيف. رفضت برقة أن أواصل لعبة
الأيدي. تركتها في صمت وبدون سخاء. ينتابها خوف من تأنيب القدر المغربي.
قلت لها وبطريقتي المعتادة : سأضع زجاجات نظاراتي التي تشبه نوافد سجن عين
قادوس و ليقع ما يقع. إنني ضرير،يطلب من يساعده على العبور إلى هناك، حيث
لا أحد ينوي الوقوف. ضحكت لكلماتي الهوائية. فجأة و بدون تردد أوقفت طاكسي
الأجرة و إرتمت داخله بقوة خارقة. إعتقدت أنها إرتمت في أحضان السائق الذي
كان ينظر إلي بعطف و كأنه يخاطبني : «خسرت المعركة يا جبان». غادرت المكان
وفي فمها كلمة واحدة : سأزورك بالفندق، لا تخف. كنت أعرف أنها لن تأتي بعد
اليوم لأنها إمرأة تظهر ثم تختفي.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الـمـــرأة الــتــي تــخـــتــفــي ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار فاس  :: أدب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: