حوار الــفــيـــــll ميلوتينوفيتش ll ــــــفــــــــــــــــا

ميلوتينوفيتش: التدريب هو حياتي


ليس الصربي بورا ميلوتينوفيتش البالغ من العمر 66 عاماً بحاجة إلى تعريف. فهو الذي قاد خمسة منتخبات مختلفة في خمس نسخات من كأس العالم FIFA مستعيناً بشخصيته المنفتحة الناجحة التي لا تعرف القيود، وساهم بفعالية مع الفريق الذي دافع بقوة عن الملف الذي قدمته قطر لتفوز بتنظيم كأس العالم 2022 FIFA.

ورغم انشغاله بمدونته الإلكترونية التي تحظى بشعبية طاغية في الصين، وعمله مع أكاديمية أسباير "أكاديمية التفوق الرياضي"، وجد الرجل الذي تولى تدريب العراق في كأس القارات FIFA الأخيرة وقتاً ليتبادل أطراف الحديث في الدوحة مع موقع FIFA.com عن كل شيء: المنافسات القارية التي سيشهدها هذا العام، والفتح الكروي القطري الجديد، ومستقبله في هذا العالم الساحر.

بورا، رأيناك تتابع كأس آسيا الأخيرة باهتمام شديد، فما هو تحليلك للمستوى الذي ظهرت به الفرق المشاركة؟
كانت تجربة عظيمة، إذ يسعدني دائماً أن أكون حاضراً في مسابقات مثل هذه. فالأجواء في الملاعب كانت مبهرة والتنظيم كان ممتازاً. وقد كنت موجوداً من قبل في ثلاث نسخ من البطولة، حيث كنت أدرب الصين في إحداها وكنت مجرد متفرج في الإثنتين الأخريين، وأستطيع أن أقول إن نمط كرة القدم هناك مختلف. إنها كرة قدم أكثر ديناميكية ذات أسلوب حديث، وقد شاهدت مباريات جيدة.

لقد ساهمت في عملية ترشيح قطر لتنظيم كأس العالم 2022 FIFA، فماذا يمكن أن تقول عن ذلك؟
أنا متحمس جداً وأشعر بسعادة هائلة، خاصة لما لمسته من الناس في قطر. إن الشرق الأوسط لديه فرصة عظيمة لإظهار كل ملامح التقدم التي حققها، وأنا واثق أننا سنرى بطولة عالم من الأحلام. آمل أن يمد الله في عمري حتى أحضرها! (يضحك)

ما هو أول شيء خطر ببالك عندما رأيت اسم قطر على المظروف الفائز؟
أوه! (يضحك) من المستحيل أن أصف الشعور الذي انتباني في تلك اللحظة. كان شعوراً بالسعادة بالطبع، من أجل كل أولئك الذين عملوا وبذلوا كل هذا الجهد في سبيل الحصول على ذلك التقدير. أنا متأكد من أنهم سيقدمون صورة مختلفة عن تلك التي يتخيلها البعض.


لقد ساندت ملف الترشيح وأنا أعمل مع أكاديمية أسباير. ربما لا أكون في ساحة المنافسة، ولكني ما زلت مرتبطاً فعلياً بكرة القدم. إن التدريب هو حياتي، لكني الآن أحشد كل طاقتي من أجل مساعدة القطريين على التقدم في كرة القدم.

بورا ميلوتينوفيتش

ما الذي يمكن أن يقدمه البلد للمسابقة؟
يمكن أن تكون لكل منا آراء مختلفة، لكن ما يهم هو إدراك أن لا شيء كامل في هذا العالم. وسأضرب مثلاً: في كأس آسيا أتيح لي أن أشاهد مباراتين كل يوم. ولم يكن الوقت اللازم للإنتقال بين الملعبين يزيد عن نصف ساعة! سيكون بوسع عشاق كرة القدم حضور الكثير من المباريات. ومن ناحية أخرى، هناك العديد من البلدان المحيطة التي يمكن القيام بزيارتها. يجب أن يكون الناس إيجابيين ويفهموا ما يعنيه تنظيم كأس العالم لهذا البلد ولهذه القارة. سوف تكون بطولة عظيمة للجميع من اللاعبين والجماهير بصفة عامة.

أنت خبير في عالم أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، فماذا يمكن أن تقول لنا عن الخريطة الجديدة لهذه المنطقة بعد جنوب أفريقيا 2010؟
يجب أن تقوم المكسيك بعمل تحليل دقيق لتعرف ماهية مشكلتها. إنه بلد يعشق اللعبة، وأنا آمل أن يتمكن خوسيه مانويل دي لا توري بشبابه وذكائه من دفع الجميع للعمل من أجل تحقيق نفس الهدف، فهم عندهم جيل رائع حقاً. أما كوستاريكا فهي تعمل تحت قيادة (ريكاردو) لا فولبي، وشعبها يحب اللعبة أيضاً، لكنهم يفتقرون للصبر. وأنا متشوق لمشاهدة بطولة الكأس الذهبية.

الكأس الذهبية وكوبا أمريكا...هل سنراك هناك؟
آمل أن أكون في الأرجنتين لمتابعة ما يجري هناك، فهي بطولة كبيرة دون شك. إنها بطولة عالم مصغرة، تلعب فيها أفضل منتخبات العالم مثل الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي. وهم يلعبون كرة القدم بشغف وحماس وستكون هذه النهائيات فرصة لهم للإستعداد لكأس العالم. كما أن المنافسات القارية في اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي أيضاً تكون محتدمة وقوية. ولكلتا البطولتين أهمية كبيرة لأن الفائز في كل منهما سيتأهل إلى كأس القارات FIFA. سيجب علينا الإنتباه لكلتيهما.

فاز ميسي بكرة FIFA الذهبية، واختير جوزيه مورينيو كأفضل مدرب، فهل يتفق رأيك مع ذلك؟
ماذا؟ ألست أنا أفضل مدرب!؟ (يضحك) إننا إذا فكرنا في النتائج، سنرى أن مورينيو كان رائعاً وفاز بأشياء كثيرة. أما فيما يتعلق بالكرة الذهبية، حسناً...ميسي هو ميسي! مع كل الإحترام للاعبين الآخرين، فإن ميسي يتمتع بموهبة فذة وتأثير طاغٍ في ناديه وفي منتخب الأرجنتين. فهو ليس مجرد زميل ممتاز، بل إنه يلعب أيضاً بروح فريق عالية. وإذا أضفنا لذلك حياته الخاصة التي لا تشوبها شائبة، لن نجد ما يقال بعد ذلك. كان تشابي وإنييستا والآخرون أيضاً ممتازين أيضاً في ذلك. ومن الجميل أن يكون اللاعب مثلاً أعلى خارج الميدان أيضاً.

في الختام، نود أن ننقل إليك سؤال يدور في ذهن كل من يهتم بكرة القدم: متى سنرى بورا يدرب مرة أخرى؟
آمل أن يكون ذلك في قطر 2022 (يضحك مرة أخرى). لقد ساندت ملف الترشيح وأنا أعمل مع أكاديمية أسباير. ربما لا أكون في ساحة المنافسة، ولكني ما زلت مرتبطاً فعلياً بكرة القدم. إن التدريب هو حياتي، لكني الآن أحشد كل طاقتي من أجل مساعدة القطريين على التقدم في كرة القدم.