إشراق النهدية
نرسل رسالة لرقم مجهول، لا مؤشر لتقرير بالاستلام، فتصبح حروفنا ضائعة مع الرسائل الكثيرة الأخرى التي تحت قيد الاستلام، فلا عنوان صحيح ولا وجهة معروفة، وهكذا تصبح كلماتنا معلقة.
نذرف الكثير من الدموع على أحزان مضت، فتتبخر هذه القطرات وتتشبث بالهواء، تنتظر رفيقات دمعية أخرى لتنظم إليها، معلقة.. نبذل الساعات تلو الساعات، انتظارا لحلم لا يتحقق، فتصبح لحظاتنا مهدرة، وعلى قيد السراب، معلقة.. نكتب كلمات، خواطر ونثرا ونستنزف أحاسيس جوهرية ولا يشاركنا فيها إنس أو جن، فتصبح مشاعرنا ضائعة ومبعثرة بين ورقتين من طيات دفتر قديم ممنوع من القراءة ومعلق.
أحداث مؤلمة عبرتنا ذات يوم اجتياحا، نحاول معها نسيان الماضي، ولكن رغما عنا نحملها معنا في الذاكرة حفظا ومحافظة وكأنها أثمن جواهرنا، فتنتهي في أذاهننا خالدة بلا رحمة، وتصبح قضية معلقة.
نتخذ قرارات لخطة مدروسة، وفي آخر لحظة تتغير كل الأحداث فتصبح أغلب قراراتنا تحت رحمة الأقدار، أيضا معلقة.
نحتاج لضروريات ويتعذر علينا قضاءها، ومثل كل مرة نؤجلها لبعد الممات، أصبح هذه الأيام حتى الإنسان معلقا.