غياب رب البيت عن المنزل وتأثيره على الأسرة

غياب رب البيت عن المنزل وتأثيره على الأسرة
غياب رب الأسـرة عن المنزل وتأثيره على الأسرة

رب الأسرة بوجوده في البيت نجد ونرى أن الأمور تسير على أحسن حال بتناسق مع ربة البيت يتفاهمان ويتكاتفان ويتعاونان على تحمل المسؤولية في تربية الأولاد وتنظيم البيت وحاجياته والإحساس معاٌ بشعور السعادة الزوجية وهم يرون الكل متمتع بحرية وسعادة وأمن واستقرار بفضل جهودهم وتواصلهم في السهر على الوصول بالجميع لبر الأمان.
الخالة مريم زوجها علي يشتغل في مؤسسة لصناعة الأجهزة الإلكترونية، وبعد إفلاسها تم طرد العمال وصرف لهم راتب لا يكفيهم للعيش الكريم في ظل غلاء المعيشة، لعلي أربعة أولاد كلهم في المدرسة ومعه والدته المريضة بالسكري وهو من يعينها في كل شيء من دواء وكل مستلزماتها، كانت الأسرة سعيدة جدا ومتعايشة والكل فرحان، ولكن قرار الغلق المصنع وقع كالصاعقة، فقرر السفر لبلاد عربية شقيقة وأخذ شهاداته والبحث عن العمل خاصة أن له خبرة لا بأس بها، وأختنم فرصة المبلغ المدفوع من طرف المصنع، فسافر تاركا عائلته بمرتب نصف معاشه الذي لا يكاد أن يفي أدنى الأغراض ووصى أهله أي أخوه وجيرانه أن يعتنوا إن كان هناك أي شيء حتى يرجع من السفر.
مرت الأشهر الأولى بخير وبدأ الإحساس بالخوف يدخل الأسرة بعد وفاة والدته، قل الإهتمام من الأهل وكثرت المصاريف للأطفال وبعد تنقل الطفل الأكبر للتعليم الثانوي لم يجد من يعينه في التسجيلات والكتب ويقف جنبه وفي ظل غياب والده الذي لم يجد عمل وبقي مشتتا ومن كثرة مبيته في العراء بعد نفوذ المال مرض وأدخل المستشفى.
قرر الطفل الأكبر العمل والعزوف عن الدراسة وتبعه أخوه الأصغر منه وأشتغلا في مخبزة جارهم وأستطاعا إعالة العائلة وتربية أخوتهم أحسن تربية، وبقي الوالد في المستشفى حتى قرر بيع كليته والرجوع للبلاد بالمال ظانا أنه بهذا يرجع مرفوع الرأس ويحقق حلمه وهو يعي تماما أن أولاده قد عملا وتركا المدرسة حتى أخوتهم البنات يدرسون ويتعلمون.
رجع الوالد للبيت وفرح الكل برجوعه ضانين أنه كان يعمل وقد أتى بالمال والسيارة، ولما رآى تحدى أولاده وعزيمتهم وتضحيتهم بكى وقص الحقيقة كاملة على أولاده التي أخفتها الوالدة وندم كثيرا على ما أقدم إليه وما حصل في غيابه ولم يرى والدته قبل وفاتها


منقول عن الكاتب كمال