قيادة المرأة بجانب زوجها مشاعر متضاربة على الطريق السريع

أرتعش، وأتوتر، ولا أرى الطريقَ بوضوح، وأخاف أن أقع في حادث؛ عبارات كثيرة نسمعها تؤكد الرعب والهلع الذي ينتاب كثيرات من المتزوجات عندما يقدن سيارتهن، ويكون في المقعد المجاور لهن أزواجهن، فلماذا كل هذا الخوف؛ هل هو الحب أم الخوف من أن يكتشف الزوج أسلوبهن في القيادة الأقرب إلى «شوماخر»؟ الإجابة في السياق التالي..



تقول أم سيف، موظفة: زوجي يعتبر نفسه هو العبقري في كل شيء، فهو يبدي رأيه عن طريقة قيادتي للسيارة طول الوقت، فكيف لي بألا أرتبك، أو أشعر بالتوتر والخوف. مضيفة: يجب على الرجال أن يعلموا أن المرأة هي الأكثر حذرا أثناء قيادة السيارة، وأكثر الحوادث سببها رجال، ولكن إذا كانت المرأة تمتلك الشجاعة وواثقة من قيادتها تنسى كلامه، وتركز في قيادتها للسيارة والطريق، وترتاح وتجعله يتكلم كما يريد.

وتضيف أم سيف: حصلت على رخصة القيادة منذ سبع سنوات، وخلال هذا الوقت لم أقم بقيادة سيارتي وزوجي معي إلا مرتين فقط، وأنا فعلا أشعر بتوتر لأن الرجال دائما ينتقدون قيادة السيدات حتى لو كن يقدن السيارة بطريقة أفضل منهم.



طقوس غريبة

بينما تحدثت أم تركي عبدالرحمن، موظفة، عن تجربتها قائلة: أحيانا عندما يشعر زوجي بالتعب والإرهاق يطلب مني أن أقود السيارة بدلا منه، ويجلس هو بالكرسي المجاور لي، ففي البداية يقوم بربط حزام الأمان على غير عادته، ويضبط جلسته على الكرسي، وعندما أتحرك يسمي باسم الله ويقرأ المعوذتين وآية الكرسي، وفي منتصف الطريق يبدأ بفرض رأيه حول طريقة قيادتي، وكأنني أقود السيارة للمرة الأولى، وهذا يزعجني دائما، ويجعلني أشعر بالتوتر والخوف.



للرجل نصيب من الخوف

أما داوود حسن، موظف، فيقول: السبب في إحساس الخوف يرجع إلى أسلوب السياقة عند المرأة، والرجل له نصيب في هذا الإحساس، ولكن اقل من المرأة، حيث ترتكب المرأة خطأ بسيطا أثناء القيادة فتسمع تعليقات كثيرة كلها تصب حول أن الخطأ مصدره كونها أنثى، وأن النساء لا يحسنَّ السياقة، بينما يرتكب الرجال أخطاء فادحة على الطريق، بل قاتلة، ولكن لا أحد ينسب أخطاءهم تلك لكونهم رجالا، بل لا تستطيع المرأة حتى مؤاخذتهم على أخطائهم، لأنها لن تأمن سوء الجواب منهم.



تجربة المرأة

ويرى ابراهيم العوضي، موظف، أن المرأة لا تستطيع القيادة على أكمل وجه بسبب نقص التجربة، فهي لا تستعمل سيارتها كثيرا ولجميع الأغراض، بل تستخدمها فقط عند قضاء الضروريات، أما الرجل فيخرج من البيت عدة مرات، ويبقى خارجه حتى وقت متأخر من الليل، وهذا يمكنه من اكتساب خبرة أكبر في القيادة، وبالتالي يصبح أكثر مهارة من المرأة. مضيفا أن نقص التجربة والخبرة عند المرأة من العوائق التي تجعلها مترددة في كثير من الأحيان، وغير قادرة على التفكير في قرارات صحيحة أثناء القيادة.



احترام قوانين السير

تدافع ام عبدالله عن قيادة المرأة للسيارة قائلة: المرأة تسوق بشكل جيد، وهي أكثر من يحترم قوانين السير بين مستعملي الطريق. لكن مشكلتها تكمن في جلوس الزوج بجانبها أثناء السواقة، حيث يشعرها بالمسؤولية وبقيادتها البطيئة المتأنية، فيزعجها بطريقة مباشرة أو يسخر منها، وهذا يجعلها عرضة لتوتر نفسي، ويجعلها أقل ثقة في نفسها. ونحن نرى مشاركة المرأة في سباقات دولية، وكيف تبرهن فيها عن جدارتها في القيادة وحتى في أصعب الظروف.



مشاعر خلف المقود

النساء مثل الرجال، منهن من تتقن القيادة، ومنهن من يسقن بطريقة رديئة، هكذا بدأ عمران الريس حديثه، مستطردا: في اغلب الأوقات ألاحظ أن طريقة قيادة النساء لسياراتهن غير مريحة، وقد تتسبب في إرهاقهن، وبالتالي في ارتكاب بعض التجاوزات أثناء القيادة. فبعض النساء يجلسن مثلا ملتصقات بعجلة القيادة، وبعضهن يجلسن قريبات جدا من المرآة الجانبية حيث تتعذر عليهن الرؤية الواضحة، وأخريات يكن جد مجهدات لشدة توترهن أثناء القيادة، وتزداد هذه الحالة بوجود الأب أو الأخ الأكبر، وأيضا الزوج، وهذا ما يفسح المجال للرجل لاتهام النساء بأنهن عديمات الخبرة ولا يتمتعن بالكفاءة مثل الرجال، ومن حقه أن يسدي لها النصائح ما ان جلس بجانبها وهي خلف مقود السيارة.



شرود الذهن

أما محمد الرئيسي فيقول: أنا غير متزوج، ولكن خضت تجربة الجلوس مع أختي الأصغر مني سنا، وكان الوضع لا يطمئن نهائيا، وأقسمت بعدها ألا أركب سيارة وسائقتها امرأة. يضيف: كما هو معروف عن طبيعة المرأة أنها لا تتوقف عن التفكير، فهي تفكر في مشاكلها الشخصية وفي أطفالها وزوجها وفي الأكل حتى أثناء القيادة، ما يجعلها دائما شاردة الذهن، ويخفض مستوى تركيزها، وهذا يشكل خطرا عليها وعلى السائقين أثناء السياقة، لأنها تحتاج لتركيز شديد وقدرة على اتخاذ القرار الصائب بسرعة وحكمة. وبالتالي فهي تتسبب في وقوع الكثير من حوادث السير، أو تكون دائما سببا من بين أسباب حوادث المرور. أما الرجل فهو معروف بتركيزه على شيء واحد فقط، مما يجعله بارعا في السياقة أكثر من المرأة.

المصدر منقول